منتدى شباب عمواس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اجتماعي ثقافي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نظرة من القمر الصناعي
Palestine - Home of History

 

 رسالة عمان المباركة...وبيان خصائص الدعوة الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى دعمس
Admin
مصطفى دعمس


المساهمات : 55
تاريخ التسجيل : 11/06/2011
العمر : 52

رسالة عمان المباركة...وبيان خصائص الدعوة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رسالة عمان المباركة...وبيان خصائص الدعوة الإسلامية   رسالة عمان المباركة...وبيان خصائص الدعوة الإسلامية Emptyالأحد يونيو 12, 2011 2:36 am

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الدعوة إلى الله –تعالى- وطاعته هي من أعظم العبادات وأفضل القربات، وأنفع الأعمال.
وقد أمر الإسلام الحنيف أتباعه بالدعوة إلى الله –تعالى- وأوجب ذلك عليهم، وجعله فريضة من الفرائض العظيمة، ذلك أن الإسلام يهدف إلى نشر الخير والفضيلة في جميع أنحاء المعمورة. فالإسلام دين إنساني عالمي.
قال الله –تعالى-: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
وقال –سبحانه-: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
وقال –جلّ وعلا-: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾
والدعوة إلى الله –تعالى- في الإسلام الحنيف تقوم على منهج رباني فريد، له ميزاته وخصائصه الإنسانية الراقية، حيث تركز رسالة عمان المباركة، على إبراز هذه الخصائص الإنسانية، والتأكيد على ضرورة الأخذ بها، والعمل على تحقيقها أثناء دعوة المسلمين غيرهم إلى الإسلام الحنيف.
وهذه الخصائص الإنسانية التي يقوم عليها منهج الدعوة في الإسلام كثيرة ومتنوعة والغاية منها وصول الإسلام إلى الآخرين بكل يسر وسهولة وسلاسة، فينتج عن ذلك حب الإسلام، والاقتناع به، والرغبة في أحكامه ومبادئه العظيمة.
ومن أهم هذه الخصائص التي تركز عليها رسالة عمان المباركة الرفق واللين في الدعوة إلى الله –تعالى-.
فالإسلام الحنيف يدعو إلى الرفق ولين الجانب وسماحة الخلق، والتلطّف بالخلق، ويحثّ على ذلك حثّاً عظيماً وخصوصا في مجال الدعوة إلى الله -تعالى-.
يقول الله –تعالى-: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
وفي الحقيقة فإن هذه الآية الكريمة أصل عظيم في بيان خصائص الدعوة الإسلامية ومبادئها الفريدة، حيث ترسم هذه الآية الكريمة منهج الدعوة للرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- وللدعاة من بعده.
فالدعوة إلى الله –تعالى- تقوم أولا على الحكمة والانضباط، والنظر في أحوال المخاطبين وظروفهم، وتفهّم الآخر ومعرفة واقعه وحضارته، كل ذلك يحقق الحكمة في الدعوة إلى الله –تعالى- فتكون عملية الدعوة منضبطة معتدلة، لا مكان فيها للحماسة والاندفاع والتهور والغيرة المفرطة.
والدعوة ثانيا تقوم على أساس الموعظة الحسنة والعبارة اللطيفة، والكلمة الرقيقة التي تدخل إلى القلوب بكل رفق وسهولة، وتتعمق المشاعر والأحاسيس بلطف وهدوء، دعوة برفق ولين، لا مجال فيها للزجر والتأنيب، ولا تقبل الفضيحة وهتك الأسرار، فالله الله في الرفق فإنه كثيراً ما يهدي القلوب الشاردة، ويؤلف القلوب النافرة، بل هو دائما وفي كل الأحوال والظروف لا يأتي إلا بكل خير وفائدة.
والدعوة الإسلامية ثالثا تقوم على جدال وحوار الآخر بالتي هي أحسن، فلا تحامل على المخالف ولا ترذيل له ولا تقبيح، كل ذلك حتى يطمئن المدعو إلى الداعي، ويشعر أن ليس هدفه هو الغلبة في الجدال، وإنما الإقناع والوصول إلى الحق. هذا هو منهج الدعوة ودستورها الذي لا بد من سلوكه، وتحقيقه على أرض الواقع، حتى يدخل الناس في دين الله أفواجا.
فالواجب على الداعية إلى الله –تعالى- أن يكون هيّناً ليّناً رفيقاً بكل الخلق، ولنا في رسول الإسلام –صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، حيث كان من أرفق الناس بالناس، بل كان رفيقاً حتى مع المعتدين من غير المسلمين.
والأدلة على ذلك كثيرة مستفيضة، من ذلك حديث عظيم أخرجه الشيخان في (صحيحيهما) من حديث عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((استأذن رهط من اليهود على رسول الله، فقال: السام( عليكم. فقالت عائشة: بل عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله: يا عائشة إن الله عزّ وجلّ يحب الرفق في الأمر كله)).
وقد ذكر العلامة الغزالي في (الإحياء) (2/334): ((أن رجلاً دخل على المأمون فوعظه فأغلظ له وعنّفه فقال له المأمون: يا رجل ارفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شرّ منّي وأمره بالرفق، بعث موسى وهارون إلى فرعون فقال الله -تعالى-: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾)).
ومن صور رفق النبي –صلى الله عليه وسلم- بالمدعوين حتى ولو كانوا عُصاةً مذنبين أن رجلاً –على عهده- كان مدمناً على شرب الخمر، وكان يؤتى به كثيراً إلى رسول الله فيقيم عليه حد الله تعالى، فلعنه أحد الصحابة فقال: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فكان النبي رفيقاً بهذا المدمن ولذا قال –لمن لعنه-: ((لا تلعنه إنه يحب الله ورسوله))
وهذا المدمن على الخمر، لم يؤت به مرة أو مرتين وإنما كان يؤتى به كثيرا، حتى ذكر الحافظ ابن عبد البر –رحمه الله-: أنه أُتي به أكثر من خمسين مرة.
ومن رفق النبي –صلى الله عليه وسلم- بهذا الرجل أنه كان يشتري السمن والعسل وغيره فيهديه إلى رسول الله، فإذا جاء صاحبه يطلب ثمنه جاء به إلى الرسول وقال: أعط هذا الثمن، فيقول الرسول له ألم تهده إليّ، فيقول: ليس عندي، فيضحك رسول الله ويأمر لصاحبه بثمنه.
ومن صور الرفق –في الإسلام- رفق النبي –صلى الله عليه وسلم- في الشاب الذي جاء يطلب منه أن يأذن له بالزنا، فصاح الناس به ولم يحتملوا ذلك منه، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((قرّبوه ادْنُ)) فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله فقال له: ((أتحبه لأمك؟)) فقال: لا جعلني الله فداك، قال: ((كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لابنتك؟)) قال: لا جعلني الله فدلك، قال: ((كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، أتحبه لأختك؟))، قال: لا جعلني الله فداك، قال: ((كذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم)) ثم وضع رسول الله يده على صدره وقال: ((اللهم طهّر قلبه واغفر له ذنبه وحصّن فرجه)). فلم يكن شيء أبغض إليه من الزنا.
وأخرج الإمام مسلم في (صحيحه) من حديث عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زَانَه، ولا يُنزع من شيء إلى شَانَه)).
وعنها –كذلك- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه))
وحسبنا لمعرفة أهمية الرفق –في الإسلام- وخطورة تركه أو الإهمال به ما أخرجه مسلم في (صحيحه) من حديث جرير بن عبد الله قال: سمعت رسول الله يقول: ((من يُحرَم الرفق يُحرَم الخير كله)).
وأي شقاء وتعاسة أن يُحرَم الإنسان الخير كل الخير.
ولذلك كله فإن الإسلام الحنيف يرفض الغلظة والقسوة في الدعوة وتوجيه الناس. ويحارب العنف والغلوّ في التعبير والكلام مع المدعوين. ويعتبر ذلك كله من الفحش والتفحّش وسوء الأخلاق، التي لا يجوز للمسلم أن يباشر شيئا منها ولو مع غير المسلمين، ذلك أن الإسلام دين الرحمة، والأدب، والرفق والسماحة، وهكذا يجب أن يكون أتباعه جميعا.
قال الله –تعالى- في وصف عباده الصالحين، وأولياءه المقرّبين: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً﴾
ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لعائشة –رضي الله عنها- لما ردّت على الرهط من اليهود الذين سبُّوه فقالوا له: السام عليك. وقالت: عليكم السام واللعنة، فقال: ((يا عائشة لا تكوني فاحشة)).
وفي رواية ((مه، يا عائشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحّش)).
وقال الله –تعالى-: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾
فهذه الآية الكريمة تبيّن خطورة العنف والفضاضة، وأثرهما السيئ على المجتمع الإنساني كله، فالناس بحاجة إلى كنف رحيم، وإلى رعاية فائقة، وإلى بشاشة وسماحة، وإلى رفق ولين، وإلى ودٍّ وحلم، الناس بحاجة إلى قلب كبير يعطيهم حناناً ودفئاً، ويحمل همومهم ولا يحمّلوهم شيئا من همومه. وهكذا كان قلب الرسول الكريم –عليه الصلاة والسلام- وهكذا كانت حياته وسيرته مع الناس جميعاً.
ومن الخصائص الفريدة التي يقوم عليها منهج الدعوة الإسلامية: العلم والفقه.
وهذا من أهم الخصائص، ذلك أن الإسلام دين العلم والمعرفة، وهو قائم على حقائق ثابتة، وعلوم نافعة، وبراهين ساطعة.
ولذا يجب على الداعية إلى الله –تعالى- أن يتصف بالعلم، وأن يكون على قدر كبير من الثقافة، وفهم الواقع، وهذا معناه أن يكون عالما بثلاثة أمور:
1. أولا: أن يكون عالما بالحكم الشرعي، فاهما لحقيقة الإسلام السمحة المعتدلة، وذلك بالأدلة العقلية والشرعية. وهذا يلزم منه أن يكون الداعية إلى الإسلام، صاحب فكر واسع، وفهم ثاقب، وتجربة كبيرة.
2. ثانيا: أن يكون عالما بحال المدعوّ، وظروفه، والواقع الذي يعيش فيه.
وهذا يتطلب من الداعية –وخصوصا في دعوة الآخرين- أن يكون صاحب درس للمجتمعات الإنسانية الأخرى، مطّلعاً على الحضارات المتنوعة، متفهّماً لحياة الآخرين وسلوكهم.
3. ثالثا: أن يكون عالما بالأسلوب الناجح في دعوة الناس، من ترغيب، وترهيب، وأمر ونهي، والتوازن في مخاطبة العقل والعاطفة.
وعليه فلا يصلح للدعوة كل أحد، بل لا بد من العلم والمعرفة والبصيرة فيمن يدعو إلى الله –تعالى- ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه –كما تقرّر عند جميع العقلاء-.
قال الله –تعالى-: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾
والبصيرة –هنا- هي العلم والفهم، وقد دلّت الآية الكريمة على أن منهج الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومَنْ بعده من الدعاة، قائم على البصيرة والعلم والحجة والبرهان الشرعي والعقلي.
ومن الخصائص التي يقوم عليها منهج الدعوة إلى الله –تعالى-: الحلم والصبر، فلا بد أن يكون الداعية حليماً صبوراً على الأذى، فإنه لا بد وأن يحصل له أذى، فطريق الدعوة ليس ممهداً بالورود والرياحين، بل هو طريق شاق متعب، كثير الأشواك والعوارض، فإن لم يتسلّح الداعية بالحلم والصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح. فلا بد من الصبر والحلم –على كل حال-.
كما قال لقمان الحكيم لابنه: ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾
وقال الله –تعالى-: ﴿وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾
والخلاصة: أنه لا بد من هذه الثلاثة: العلم، والرفق، والصبر. العلم قبل الدعوة والأمر والنهي، والرفق مع ذلك، والصبر بعده وهذا كما جاء عن بعض السلف أنه قال:
((لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهاً فيما يأمر به، فقيهاً فيما ينهى عنه، رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، حليماً فيما يأمر به، حليماً فيما ينهى عنه))
وأنبّه –هنا- إلى أنه ليس من منهج الدعوة الإسلامية، إكراه الناس على ما يعتقده الداعية، ولا التجسس عليهم، أو الحكم على الناس بالظنون والاحتمالات، أو سوء الظن بالناس، أو تحميل كلامهم وأفعالهم فوق ما تحتمل، ولا تضخيم الأخطاء، ولا فضح الناس وكشف أسرارهم، كل ذلك ليس من منهج الدعوة إلى الإسلام، بل إن الإسلام يحارب ذلك كله وينهى عنه نهيا شديداً.
منقول: للشيخ عمر البطوش- شبكة المنهاج الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://emwas.jordanforum.net
 
رسالة عمان المباركة...وبيان خصائص الدعوة الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خصائص دعوة الإسلام
» عمواس في عهد الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب عمواس :: الفئة الأولى :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: