كثيراً ما تستدعي بعض المواقف وقفه للتأمل وأحيان لتدارك الخطأ وتصحيح ما يمكن تصحيحه لكننا بالتأكيد نحتاج لوقفه مع الضمير إزاء كثير من الأمور وعلى رأسها الاهتمام بالوالدين والبر بهما , هي تجربه شخصيه مررت بها وأفتقد حضورها اليومي الآن وبين طيات هذا الشهر الفضيل فقد حلمت معها بتقديم كثير من الأشياء الجميلة بهذا الشهر الفضيل وقبل أن تذهب بها الدنيا إلى غير رجعه , فقد نحلم بأشياء كثيرة وربما لا نحقق منها شيء وربما نحققها جميع لكننا أهم ما يميز كل ذلك هو الالتفات كثيراً إلى نعمة الوالدين بيومياتنا ....
تجربتي الشخصية تمتد إلى دمع لا ينتهي , وحزن يملئ ذاكرتي وأنا الذي افتقد أمه قبل شهرين ونيف , الأم التي لها بالذاكرة أشياء لا تنتهي فالدعاء من بين يديها له مذاق خاص ونكهة لا يوجد مثيل لطعمها , الأم التي تذهب بك إلى أقصى حدود العاطفة وكم نحتاج هذه الأيام لدعواتها ورزقها الممتد بأصول يومياتنا , وكم نحتاج للجلوس بحضرتها والتأمل بما تقوله من نصح وإرشاد لنا ...
نعم من الواجب العودة بهذا الشهر الفضيل وكل الشهور الى الإحسان الى الوالدين الحاملين هموم الأبناء حتى الممات , فمعهم تزداد البركة وبغيابهم نحتاج الحنان والمحبة ومعنى قيمة الحياة وجمالها بكل الأشياء التي تتصل بيومياتنا , فلنبحث عن كل ما يجعلهم في أحسن حال ...
والله لو تعلمون ما بعد الفراق لهم لبقيتم تحت أقدامهم حتى الممات ولبقيتم تقدمون الحنان لهم والعطاء والمحبة التي لا تنتهي فغيابهم غياب الدعاء المشفوع بالاستجابة من عند الله عز وجل, وغيابهم يترك بالنفس شجون لا تنتهي ..
فليعمل من لديه أب او أم على رعايتهم والمحافظة على هذا الكنز الكبير , الكنز الذي لا يفنى وان ذهب صدقوني ستشعرون كم ينقصكم من أشياء ذات قيمه بالحياة , أشياء مميزه بالحياة تدوم ولا تنتهي إلا برحيلهم , ستشعرون كم تحتاجون لحنانهم وكم هم بالفعل قريبون منكم ..
الأم يا أصدقائي قيمه من شيء لا يحسه إلا الذين فقدوها, الأم يا أصدقائي أحساس عظيم بقيمة الحياة وجمالها ..نعم الوضع يحتاج وقفه ويحتاج كثير من الوقت للتأمل بقيمه ما فعلوه لكم ...
آه يا أمي كم احتاج اليك ...
وكم أحتاج أن اقبل القدمين ..
وكم أحتاج أن أصافحك والسلام .. والنوم بأحضانك والشعور برائحة هندامك والمذاق .. وآه يا أمي كم أحتاج الحديث معك فقد وجدت الأشياء كلها بمكياج , ووجدت الحلم القريب أصبح بعيد ووجدت يا أمي غيابك عنا ...
كجرح نازف إلى يوم الدين ....
دعوه للوقفة بجوار الوالدين والإحسان بهما ... من قلب يتألم لغيابهم حتى يوم اللقاء العظيم فليعمل الجميع على خدمتهم فوالله ستجدون الخير يملئ المكان وكل شيء ينبض بالحياة ..
وستجدون كم أنتم قريبون من الله يوم الإحسان ..
المصدر: الحقيقة الدولية- بقلم: صالح الطراونه
